الشعر الأمريكي الحديث

ثلاث شاعرات من ثلاثة أجيال

ترجمة: تمام التلاوي


1- نعومي شهاب ناي Naomi Shihab Nye:
شاعرة وكاتبة أغاني, ولدت عام 1952م لأب فلسطيني وأم أمريكية. نشأت وعاشت في العديد من الأماكن: سان لويس, ميسوري, القدس, سان أنطونيو, تكساس, وغيرها. الأمر الذي جعل السمة الغالبة لأعمالها هي مواضيعها حول المنشأ وفهم علاقتها بالمكان.
مجموعتها الشعرية الأولى هي: طرق مختلفة للصلاة, التي دارت مواضيعها حول التشابهات والاختلافات بيت الثقافات, الأمور التي ستصبح واحدة من المناطق التي ستركز عليها عبر مسيرة أعمالها.
كتبها الأخرى تتضمن مجموعات شعرية: تسعة عشر اختلافا للغزال, قصائد للشرق الأوسط, الحقيبة الحمراء والوقود, ومجموعة مقالات تحت عنوان: ليس في عجلة أبدا, ورواية لليافعين بعنوان حبيبي (قصة سيرة ذاتية لمراهقة أمريكية من أصل عربي تنتقل للعيش في القدس في السبعينات) وكتاب مصور:مركب الأغنيات, والذي هو أيضا عنوان أحد ألبوماتها الموسيقية, اما عنوان الالبوم الاخر فهو اللفت الأسود وكلاهما إصداران محدودان.
ناي حررت عدة انطولجيات شعرية لشعراء كبار وشباب. أشهرها هي: هذه السماء نفسها, وهي مجموعة قصائد من حول العالم, تحوي قصائد مترجمة لـ 129 شاعر من 68 بلد مختلف. أحدث أنطولوجياتها بعنوان: هل سيدوم هذا للأبد أم ماذا؟؛ قصائد ولوحات من تكساس.
تتميز قصائدها بالسهولة والمباشرة, وغالبا ما تعبر عن الصور العادية بطرق مدهشة. كما إن قدرتها على الدخول إلى التجارب الأجنبية وتأريخها من الداخل يذكرنا بإليزابيث بيشوب, في حين أن صوتها البسيط والمباشر يتماشى مع صوت معلمها ويليام ستافورد.
حازت على العديد من الجوائز والمنح, منها أربع منن جوائز بوشكارت, وجائزة جين آدامز لكتاب الطفل, وجائزة باتيرسون للشعر, بالإضافة إلى عدة تنويهات وشهادات من جمعية الكتاب الأمريكي.
تعيش شهاب ناي اليوم في سان أنطونيو في تكساس. وتصف نفسها بالشاعرة الجوالة, كما تقول أن أغلب شعرها من وحي ذكريات طفولتها ووحي رحلاتها.


نصف ونصف



ليس لك أن تكون,
يقول فلسطيني مسيحي, في يوم الفطر الأول بعد رمضان.
هكذا, نصفا بنصف ونصفا بنصف.
يبيع الأواني الزجاجية. ويعرف كل ما هنالك عن القطع المكسورة والشظايا الرقيقة.
إن كنت تحب يسوع فلن تستطيع محبة أي أحد آخر.

وفيما يكنس كشكه ذو الأباريق الزرقاء الواقع على جادة فيا دولوروزا, فإن الحجارة المصقولة تشعر بالقداسة. وغبار السكر المطحون يعلو المعمول المحشو بالتمر.

هذا الصباح أضأنا الشموع البيضاء الرفيعة التي التوت خصورها عند الظهيرة.
في إحدى المرات تشاجر الكهنة في الكنيسة حول أفضل موضع للوقوف. وكطفل, استمع إليهم أبي وهم يتقاتلون. ربما لهذا لم يكن يؤدي صلاته إلا بلغته.
لماذا أعض شفتي عند كل اعتراض.

ثمة امرأة تفتح نافذة ما –هنا وهنا وهنا-
واضعة مزهرية من الزهور الزرقاء على قماش برتقالي. وأنا أتبعها.
إنها تعمل حساء مما كانت قد تركته في القدر, لقد ذوبت الثوم, وطهت الفاصولياء.
إنها لا تترك شيئا خارجا.

* * *

2- دينيز دوهاميل Denise Duhamel:
ولدت في وونسوكيت, رودايلاند, عام 1961 مؤلفة للعديد من الكتب والمجموعات الشعرية. أحدث منشوراتها هو: ملكة لمدة يوم واحد, وهو مجموعة مختارات وقصائد جديدة (إصدار مطبعة جامعة بيتسبورغ, 2001). ظهرت قصائدها في عدة صحف وانطولوجيات, بما فيها مجلة الشعر الأمريكي الأفضل عام 2000.



باربي البوذية



في القرن الخامس قبل الميلاد
الفيلسوف هندي
غاوتاما علّم طلابه أن:"كل شيء إلى عدم"
و"ليس هنالك من روح".

في القرن العشرين بعد الميلاد
وافقته باربي على ذلك, لكنها تساءلت
كيف استطاع رجل بمثل هذا البطن أن يطرح المسألة,
هكذا
مبتسما وبلا قميص.


* * *
3- دوبيرا ايجر Deborah Ager:
مواليد عام 1971م. مؤسسة مجلة اثنان وثلاثون قصيدة. ظهرت مراجعاتها النقدية وأشعارها في عدد من المجلات منها: بلومزبيري, وجورجيا, وانكلترا الجديدة, وامريكا الشمالية, وكوارتيرلي ويست, وتاليزمان وغيرها. حصلت على جائزة دار ماك دويل للنشر, ومركز فيرجينيا للفنون الإبداعية. وقد كانت تلميذة تينسي ويليامز للشعر في اتحاد كتاب سيواني.



ليالي صيف لاموني يوا




صفارة المصنع تأمر العمال بالذهاب
وتخبرهم بأن المساء قد ابتدأ.

مادمت أعيش مع الرجل طويل القامة
الذي لم أحببه,
فإنني سوف أتجول في الشوارع
حالمة بإيطاليا..


لو عبرت معه الطريق المشجر
كان سيقول لي: انظري هناك
بين حجارة الرصيف القرنفلية
ثمة سماد يشبه الإسمنت.

ما أحلى رائحة ليالي الأربعاء
الليلة التي تسبق المزاد العلني
حيث ترحب بي الأبقار البائسة
وأنا أعبر البلدة قاصدة المنزل,
فيما البحيرة تصمت متعبة من أكاذيبي
.. متى سأقول الحقيقة؟

إنها الصفارة الآن
والمنزل هو حبيبي
أقضي بداخله الليالي
وأشطب معه الأيام.

* * *


نشرت في ملحق نوافذ ( جريدة المستقبل اللبنانية )


18 شباط 2007


ليست هناك تعليقات: